قوله تعالى: {فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ} أي: بالماء، {جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا} في الجنات، {فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} شتاء وصيفا، وخص النخيل والأعناب بالذكر لأنها أكثر فواكه العرب. {وَشَجَرَةً} أي: وأنشأنا لكم شجرة {تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ} وهي الزيتون، قرأ أهل الحجاز وأبو عمرو {سيناء} بكسر السين. وقرأ الآخرون بفتحها واختلفوا في معناه وفي {سينين} في قوله تعالى: {وطور سينين} [التين- 2] قال مجاهد: معناه البركة، أي: من جبل مبارك. وقال قتادة: معناه الحسن، أي: من الجبل الحسن. وقال الضحاك: هو بالنبطية، ومعناه الحسن. وقال عكرمة: هو بالحبشية. وقال الكلبي: معناه الشجر، أي: جبل ذو شجر. وقيل: هو بالسريانية الملتفة بالأشجار. وقال مقاتل: كل جبل فيه أشجار مثمرة فهو سينا، وسينين بلغة النبط. وقيل: هو فيعال من السناء وهو الارتفاع. قال ابن زيد: هو الجبل الذي نودي منه موسى بين مصر وأيلة. وقال مجاهد: سينا اسم حجارة بعينها أضيف الجبل إليها لوجودها عنده. وقال عكرمة: هو اسم المكان الذي فيه هذا الجبل.{تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} قرأ ابن كثير وأهل البصرة ويعقوب {تنبت} بضم التاء وكسر الباء، وقرأ الآخرون بفتح التاء وضم الباء، فمن قرأ بفتح التاء فمعناه تنبت تثمر الدهن وهو الزيتون. وقيل: تنبت ومعها الدهن، ومن قرأ بضم التاء، اختلفوا فيه فمنهم من قال: الباء زائدة، معناه: تنبت الدهن، كما يقال: أخذت ثوبه وأخذت بثوبه، ومنهم من قال: نبت وأنبت لغتان بمعنى واحد، كما قال زهير:رأيت ذوي الحاجات حول بيوتهم *** قطينا لهم حتى إذا أنبت البقلأي: نبت، {وَصِبْغٍ لِلآكِلِينَ} الصبغ والصباغ: الإدام الذي يلون الخبز إذا غمس فيه وينصبغ، والإدام كل ما يؤكل مع الخبز، سواء ينصبغ به الخبز أو لا ينصبغ. قال مقاتل: جعل الله في هذه الشجرة أدما ودهنا، فالأدم: الزيتون، والدهن: الزيت، وقال: خص الطور بالزيتون لأن أول الزيتون نبت بها. ويقال: أن الزيتون أول شجرة نبتت في الدنيا بعد الطوفان.